أقيم مساء يوم أمس الأحد في مسرح محمد الخامس مهرجان خطابي ضخم لنصرة القضية الفلسطينية و لتنديد العدوان الإسرائيلي على غزة، الخطاب كان من تنظيم حزب العدالة و التنمية و كان برئاسة رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بن كيران.
عرف المهرجان الخطابي حضورا لشخصيات وازنة من مختلف المشارب السياسية و الألوان المجتمعية، التي تتفق على هدف واحد بالرغم من كل إختلافاتها وهي الوحدة الفلسطينية و تنديد الظلم و العدوان الإسرائيلي.
و من المشاركين في هذا المؤتمر و الذي أدلى بدلوه السيد نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم و الإشتراكية، كذلك سفير الدولة الفلسطينية في الرباط السيد جمال الشبكي الذي ناشد الملك محمد السادس بالتدخل لوقف العدوان، كما حمل مسؤولية ما يحدث لإسرائيل.
و في كلمة عبد الإله بن كيران التي تفاعل مع الناس و ذلك لطريقة سرده و حديثه المتسم بالعفوية، ندد العدوان الإسرائيلي و أكد أن ما قامت به حماس في 7 أكتوبر إنما أحيا القضية الفلسطينية من جديد و بعث فيها الروح بعدما كانت قريبة من الموت المتعمد.
بن كيران أسهب قوله بتنديد بعد تصريحات المغاربة التي تحاول أن تبرر الهمجية الإسرائيلية بغطاء الدفاع عن النفس، خصوصا ما سبق و أن صرح به أحمد الشرعي بقولله "كلنا إسرائيليون"، و إعتبر بن كيران هذا مخالف لمبدأ المغرب الداعم للقضية الفلسطينية منذ الأزل.
كذلك شجب بنكيران التطبيع و دعى إلى إسقاطه، و إعتبر أن الإمضاء الذي تم على القرار الثلاثي بين المغرب و إسرائيل و أمريكا إبان حكومة العدالة و التنمية إنما هو خطأ جسيم و تم بقرار أكبر منهم.
و أكد أن المغرب يمكن أن تكون له مصالح بهذا التطبيع، و لكن ما يحصل اليوم على أرض الواقع هو ضد الإنسانية و ضد الأخلاق، و لا ينبغي الإستمرار في التطبيع معةكيان همجي وحشي يقتل الأطفال و النساء بل و حتى الأطفال الخدج.
و إبان كلمته هذه عتب على اليهود الذين كانوا يعيشون الشتات و الظلم في جميع أصقاع أوربا لكن بعد طردهم من قبل محاكم التفتيش لجؤوا إلى بلدان المسلمون و خاصة المغرب، لكن قابلوا إيواءهم و حسن معاشرتهم بتقتيل الأطفال و النساء و إحتلال أراضي المسلمين.
هنا و في هذه الكلمة بالتحديد لم يقاوم بنكيران أحاسيسه و بدأ بذرف الدموع، و أكد أنه لم يعد يستطيع تحمل رؤية ما يحدث في غزة، جراء المجازر الوحشية و الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون داخل القطاع.
و قد دعى الحاضرين في المسرح و المشاهدين كذلك إلى ضرورة الإتحاد و نصرة الشعب الفلسطيني، و عدم التهاون و الخذلان لهم، و الإستمرار في التظاهر من أجل إسقاط التطبيع الذي لم يجلب للمغرب سوى الذل و الهوان و لم يستفد منها شيئا.