مع تحرير أول دفعة من الأسرى الفلسطينيين في أول يوم هدنة بين إسرائيل و حماس، تعالت أجواء الفرح للقاء أسرى دخلوا السجن بدون تهم و بلا محاكمات، أطفال دون 18 سنة و نساء ظلوا لسنوات طويلة داخل غياهب السجون.
لكل واحد منهم قصة حزينة في ظل ما عناه و هو داخل سجن الإحتلال، و لكن خروجه اليوم جعل فرحته و إبتسامته تغلب ألمه، و جعل دموع الفرح تسبق دموع الظلم و الألم، فهم بين أحضان ذويهم بعد سنين طويلة و شهور من الحرمان.
و في خضم الفرح و الحشود التي تجمعت للقاء أحبائها، واجه الجيش الإسرائيلي المدنيين بالرصاص المطاطي و بالغازات المسيلة للدموع منعا لكل أشكال الفرح و البهجة، كما تعرض طفل من المفرج عنهم لضرب عنيف و مبرح دخل على إثره للمستشفى.
و قد صرح بعض المفرج عنهم من القاصرين و النساء بروايات خطيرة حول سجون الإحتلال، روايات صادمة تكشف وحشية الإحتلال في التعامل اللإنساني مع الأسرى، حيث جوعوهم و أهانوهم و هددوهم بإرجاعهم للسجون.
و قد صرحت أسيرة محررة أن الأسرى معزولون عن العالم داخل زنازينهم لا يعرفون ما يحصل خارج أسوار السجن، و أكدت أن المعاملة داخل السجن كانت قاسية جدا بعد عملية طوفان الأقصى، حيث تعرضوا لتجويع و تذليل ممنهج كرد فعل على الحادث الأمني الذي زعزع أمن إسرائيل.
و تستمر الشهادات الصادمة حول الواقع المر الذي يعيشه الأسرى داخل السجون بشكل يومي، بالتوازي مع المجازر و التقتيل و التنكيل الذي يتعرض له ساكنة غزة، و إسرائيل تستمر بمحاولة تلميع صورتها أمام العالم، و تسويق صورة الضحية التي لا تقوم إلا بالدفاع عن نفسها ضد الأشرار.